0 / 0

تزوجت بدون إذن أهلها وتأخر البناء ثم صارت تشك في صدق زوجها

السؤال: 223894

أنا عمري 32 عاماً وكانت أمي كثيرة المشاكل معي بسبب التزامي الديني الذى لم ترضى عنه حتى أنها طردتني من منزلي عندما انتقبت و عشت مع أبى رحمه الله لانهم كانوا مطلقين و عندما توفى والدى أرجعتني، و كانت تعاملني بجفاء و لكن بعد ما وفقني الله إلى برها، و كنت أعاملها بإحسان؛ تحسن الوضع مع التزامها بالتشديد علي في بعض الأمور و منها الزواج كانت تضيق على كثيرا . كنت أظن بسبب الالتزام و لكن مع مرور الوقت اكتشفت أنه حب تملك. و منذ عام و نصف تقدم لي رجل متزوج، و قال لي أنى سأكون زوجة ثانية و أنه يحبني و لا أخفي عليكم أنى كنت أميل له كثيرا و لكن كنت أعرف جيدا أن أمي لن توافق لأن الطبقة الاجتماعية التي انتمى لها لا تقبل هذا الأمر. وأخبرته أنها لن توافق، و ممكن أن تطردني إن تمسكت به و لكنه قال هو اختيارك في النهاية و لكن إن تمسكتي بي فلن أتركك ابدا. و حدثتني زوجته الأولى انها موافقة فتشجعت و أخبرت والدتي فما كان منها إلا أنها ضربتني و لما تمسكت به طردتني من البيت، و قابل ابن عمتي و قال عنه كلام حسن و لكن قال لن يقف أحد بجانبي لقوة شخصية والدتي. المهم عقدت و ما إن عقدت حتى تغيرت زوجته و انهارت و عدلت عن كلامها و حاول يحتويها و قام بتأجيل البناء ثم ما لبثت و هدأت على الاقل ظاهريا حتى انى كنت أذهب لأذاكر لأولاده. و لكنه مع الوقت بدأ يهملني و يركز معها فقط و يقلل الوقت الذى يراني فيه. و لا أنكر أنى كنت اتشاجر معه لأنى أريد أن أستقر و في ذات الوقت طالت مدة مكوثي عند صديقتي حوالي تسعة أشهر. فكان يحملني بعده عني بالنكد! واضطررت أن أنقل الى شقة ايجار كان أجّرها لي و اشترى أثاثها و لكن كنت لا أريد أن أذهب بدون بناء و لكن والد صديقتي انزعج من طول مكوثي. و مع النقل عملت معه زوجته مشكلة أخرى مع أنه لن يكون هناك بناء مع أنى احسنت لها و لأولادها حتى أنها طلبت أن لا يحدثني من البيت. طبعا ابتعد عني زيادة و نحى البناء جانبا للظروف و أنا في البيت من شهر فبراير و كل ما اتعب من طيلة المدة لأنه دائما يخبرني أن ليس لي حقوق عليه الآن إلا بالبناء فيقول لا يعرف و كل فترة يتحجج بأمور مختلفة. و في هذه الأجواء تحسنت معي زوجته مرة أخرى و لم أرد أن اصدها و سامحتها و عاودت الاهتمام بأولادهم و اخذت اخبره أنها تحسنت و يقول لي إنك لا تعرفي شيء. و من اسبوع انفجر في بدون اي شيء، و تلكك بأمر أنه قد يسافر للعمل في الخارج و لا يمكن أن يصطحبنىي و ثاني يوم قال لي لن اتركك و أنا على استعداد للبناء و لكن لو سافرت سيكون هناك صعوبة ووقت لأخذك معي. أشعر انه مجرد تأنيب ضمير له ليس أكثر، ليكون على الاقل يصرف علي و لا أكون فى الشارع بدون أهل لان أهلي لن يرجعوني و قاطعوني جميعا. أنا أرغب في تركه لأني أشعر انه لا يريدني و أن تأنيب الضمير لا يبنى حياة.
السؤال هل ظلمتني زوجته بأفعالها و ان لم تتطلب منه تركي مباشرة و لكن ما مارسته من ضغوط بطرق غير مباشرة؟
هل ظلمني زوجي حقا بتأخير البناء و القول دائما بان ليس لي أي حقوق إلى الان عليه؟
هل ظلمني هذا الرجل بانه عشمني في الزواج و الاستقرار ثم تخلى عني معنويا ؟
و هل ترضى امرأة بعد طول هذه المدة ان تتزوج بشخص تشعر أنه لم يعد راغب فيها و أنه مجرد تأنيب ضمير؟ هل لي حق ان أشعر بهذا؟
أرجو رسالة الى هذا الرجل الذى ظلمني عندما قال انه يحبني و انا احبه جدا حتى الان و رضيت اكون زوجة ثانية إرضاء لشرع الله و لأنى ظننت أنه لن يظلمني. أرجو إرسال رسالة للرجال بأن الزوجة الثانية لها حق كالزوجة الأولى و لها أيضا مشاعر و أحاسيس.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا : نحن نقدر لك معاناتك ، وما مر بك من بلاء ، وشدائد ، نسأل الله أن يجعلها كفارة لسيئاتك ، ورفعة لدرجاتك ، وأن يجعل لك منها فرجا ومخرجا ، وأن يرزقك من حيث لا تحتسبين .

أختنا الكريمة ، دعينا نصارحك ، قبل حديث الظلم ، لمن ظلمك ، فإن هؤلاء لم يتوجهوا لنا بسؤال ، وربما لن يقرؤوا لنا ، ولو قرؤوا ، ربما ما سمعوا لنا ولا استجابوا .

لكن ، أنت من توجهت لنا بسؤالك ، ومشكلتك ، وهنا نقول لك :

لقد كنت ـ حقا ـ : كالمستجير من الرمضاء بالنار !!

نعم ، نحن نقدر لك ما مر بك من معاناة ، وشدائد ، مع والدتك ، وتسلطها ، وشدتها عليك ؛ لكننا لم نقتنع ، ولم نقدر لك تلك الخطوة التي خطوتيها إلى المجهول ، مع رجل متزوج ، لم تختبري صدقه ، وجديته بما يكفي ، ولم يكن لك من الأولياء الناصحين : من يستوثق لك من أمرك ؛ فغامرت أنت بإغضاب أمك ، والتعجيل بالقطيعة والفراق بينها وبينك ، ثم القطيعة مع كل عائلتك ، وأقربائك ، وتزويج نفسك ، والمرأة لا تزوج نفسها من غير ولي لها ؛ ثم لأجل من ؟

لأجل من رأيت حاله ، وشهامته ، ومروءته !!

وهذا من أعظم مقاصد الشرع حين منع المرأة من تزويج نفسها ، إلا أن يزوجها أولياؤها من الرجال ؛ لتأمن من الخديعة ، والانسياق وراء العواطف السريعة ، وعدم تدبير الأمور .

نحن ، لا نريد أن نعيد عليك هنا آلاما من الماضي ؛ فهذه ما زالت آلامك ، ومحنتك ، ولا نقصد بهذا التقريع والتأنيب ، بقدر ما نبحث عن مدخل مناسب لحل مشكلتك ، والخروج من معاناتك ، بحسب ما يبدو لنا .

إننا نرى أن توسطي بعض الناصحين من أهل الخير والصلاح  ، والرغبة في الإحسان والإصلاح ، ليقفوا مع زوجك على حقيقة حاله ؛ فإما أن يكون جادا ، صادقا ، فيبني بك من الآن ، ويعطيك حقك كامرأة ، وزوجة ، لها ما للنساء على أزواجهن ، وعليها ما عليها لزوجها .

ليس السفر علة تمنع الدخول والبناء ، وليست الظروف ـ بحسب ما تذكرين ـ مانعة ؛ بل المانع حقا : هو ضعف الصدق والجد في أمر الزواج .

ربما كان جادا يوم وعدك ، أو يوم عقد عليك ، لكنه شعر أنه تعجل ، فكان منه ما كان ..

وربما يكون غير ذلك .

غير أن الأمر الذي يعنينا ويعنيك : هل هو الآن جاد ، فليبن بك .

أو غير جاد ، فاقطعي الرجاء فيه ، واقطعي الحبال بينك وبينه ..

وارجعي إلى أهلك ، وأمك ، رغم كل معاناتك معها ، فهي خير من أن تعيشي وحيدة ، بلا أهل ، ولا ظل راع يرعاك .

وفي كل حال :

فنحن لا نوافقك على أن تبذلي نفسك لزوجته الأولى ، لا سيما وقد كان ما كان ، ولا أن تعتني بأولادها ؛ فمن الواضح أن هذا لم يكسر سورتها عليك ، ولم ينزع حقدها ولا غضبها ، بل ربما زادها تسلطا واستعلاء ، وهي امرأة ، كما أنت امرأة ، وزوجة ، كما أنت زوجة ؛ فدعيها ، وشأنها ، وأولادها ، من الآن فصاعدا ، صلح الحال معها ، أو فسد ، بنى بك زوجك ، أو لم يبن ؛ فليكن لك شأنك ، ولها شأنها الخاص بها وحدها .

ثانيا :

ليس من شك في أن السعي في التفريق بين زوجين – ولو كانا في مرحلة العقد ، قبل البناء ، فقد تم الزواج – ليس من شك في  أن السعي في التفريق بينهما ، هو من عمل الشيطان ، أيا كانت وسيلة مثل هذا السعي ، بقول ، أو فعل ، بسحر ، أو غضب ؛ فكل ما كان من شأنه أن يفرق بين زوجين ، بغير حق : فهو باطل من عمل الشيطان ، يحبه الشيطان ، أشد ما يحب من السعي في الأرض بالفساد .

وينظر جواب السؤال رقم125191 وأيضا رقم 131271 .

وأما حديث الظلم ، فمن من الناس لا يعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة ؟!!

ومن من الناس لا يعلم أن العدل واجب على الرجل بين زوجاته ؟!

ومن ، ومن ..

إن القضية ليست في رسائل  أو مواعظ ؛ إن القضية ، كل القضية : هي في الجد ، والصدق في الالتزام  بأمر الله ، وطاعته ، وطلب مرضاته ، والخوف من عقابه .

وعلى كل حال ؛ فقد سبق في الموقع بيان شيء من ذلك ، فينظر جواب السؤال رقم 71152 ، ورقم13740.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android