0 / 0

هل يجوز أن يطلق على الآية أو بعضها كلمة ” عبارة ” ؟

السؤال: 226223

هل يجوز أن نطلق على جزء من آية قرآنية ، كلمة “عبارة” ، فنقول مثلا : ” إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ” هذه العبارة من كلام الله تعالى ، ولا يصح كتابتها خطأ ؟
فقد أعترض البعض على كلمة عبارة ، فهل يجوز أن نقول على جزء من آية كلمة “عبارة ” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
“العبارة” في اللغة هي : “الكلام العابر من لسان المتكلم إلى سمع السامع ” .
انتهى من ” تاج العروس ” (12/512).
يقال : ” هذه عبارة فلان ” يعني : لفظه بتمامه ، من غير زيادة ولا نقصان . ويقال : ” فلان حسن العبارة ” يعني : جميل الأسلوب فصيح اللسان .
فالعبارة في عرف الناس : هي لفظ المتكلم ، وقد كثر استعمالها بهذا المعنى في كتب اللغة والمعاجم ، كما “لسان العرب” و “تاج العروس” وغيرهما .
فيقال : نقلت هذه العبارة من كتاب فلان . أي : الكلام بنصه بلا تغيير .

فإطلاق العبارة بهذا المعنى على الآية من القرآن الكريم جائز لا حرج فيه : فنقول : هذه عبارة القرآن أي : لفظ القرآن وكلامه ، وقد استعملها بعض المفسرين في تفسيره .
قال ابن عطية رحمه الله :
” وعبارة القرآن في سوق هذه المعاني : تفوت كل تفسير ، براعة وإيجازا وإيضاحا ” .
انتهى من ” تفسير ابن عطية ” (3/ 118) .
وقال البقاعي رحمه الله :
” وعبارة القرآن في إسناد الحسن إلى الإنسان : تدل على أن من كان عمله أحسن ، كان هو أحسن، ولو أنه أبشع الناس منظراً، ومن كان عمله أسوأ ، كان بخلاف ذلك، والحسن إنما يدرك بالشرع ، فما حسنه الشرع فهو الحسن ، وما قبحه فهو القبيح ” .
انتهى من”نظم الدرر” (20/ 220) .

وعلى هذا ؛ فقولك : (إن لله وإنا إليه راجعون) هذه العبارة من كلام الله : لا حرج فيه ، وهو معنى صحيح .

ثانيا :
يستعمل بعض أهل البدع هذه الكلمة “عبارة” ويقصدون بها معنى مذموما ، وهو قولهم عن القرآن الكريم : إنه عبارة عن كلام الله .
ويعنون بهذا: أن هذا القرآن الكريم ليس كلام الله ، ولم يتكلم الله به ، بحروفه وألفاظه وأصواته ، ولا سمعه منه جبريل عليه السلام ، وإنما خلق الله صوتا ، وتكلم هذا الصوت بالقرآن فعبر عما في نفس الله تعالى !
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
” لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ: إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ عِبَارَةٌ عَنْ كَلَامِ اللَّهِ ، وَلَا حِكَايَةٌ لَهُ ” .
انتهى من “مجموع الفتاوى” (12/ 302).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” لا يجوز أن نقول: هذا القرآن عبارة عن كلام الله ؛ على سبيل الإطلاق.
والذين قالوا: إنه حكاية : هم الكلابية ، والذين قالوا: إنه عبارة : هم الأشعرية.
والكل اتفقوا على أن هذا القرآن الذي في المصحف ليس كلام الله ، بل هو إما حكاية أو عبارة.
والفرق بينهما:
أن الحكاية المماثلة؛ يعني: كأن هذا المعنى الذي هو الكلام عندهم حكي بمرآة؛ كما يحكي الصدى كلام المتكلم.
أما العبارة؛ فيعني بها : أن المتكلم عبر عن كلامه النفسي بحروف وأصوات خلقت.
فلا يجوز أن نطلق أنه حكاية أو عبارة ” انتهى من “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (8/ 465) .

وهذا المعنى المبتدع ليس هو ما وقع السؤال عنه ، وليس هو المتعارف بين الناس في إطلاقاتهم ، وعباراتهم .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android