0 / 0

غناء الحور العين في الجنة بالتسبيح والتقديس .

السؤال: 228337

ما معنى الحديث ” إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا طُولَ الْجَنَّةِ ، حَافَّتَاهُ الْعَذَارَى قِيَامٌ مُتَقَابِلَاتٌ ، وَيُغَنِّينَ بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ يَسْمَعُهَا الْخَلَائِقُ ، حَتَّى مَا يَرَوْنَ أَنَّ فِيَ الْجَنَّةِ لَذَّةً مِثْلَهَا ، قُلْنَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَمَا ذَلِكَ الْغِنَاءُ؟ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ التَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالتَّقْدِيسُ وَثَنَاءٌ عَلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ ” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى البيهقي رحمه الله في ” البعث والنشور” (383) عَنْ أبي صَالح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ” إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا طُولَ الْجَنَّ، حَافَّتَاهُ الْعَذَارَى قِيَامٌ مُتَقَابِلَاتٌ ، وَيُغَنِّينَ بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ يَسْمَعُهَا الْخَلَائِقُ ، حَتَّى مَا يَرَوْنَ أَنَّ فِيَ الْجَنَّةِ لَذَّةً مِثْلَهَا “، قُلْنَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَمَا ذَلِكَ الْغِنَاءُ؟ قَالَ: ” إِنْ شَاءَ اللَّهُ : التَّسْبِيحُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَالتَّقْدِيسُ وَثَنَاءٌ عَلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ ” .

قال الشيخ الألباني رحمه الله في “السلسلة الضعيفة” (11/ 49):
” هكذا رواه ـ يعني : جعفرا الفريابي ـ موقوفاً ، وعزاه المنذري (4/ 267) للبيهقي ؛ وهو في “البعث” (213/ 425) . قلت : وإسناده جيد، ورجاله ثقات رجال “الصحيح”؛ غير أبي عبد الرحيم – واسمه خالد بن أبي يزيد الحراني -، وهو ثقة. وأشار المنذري لتقويته ” انتهى .

ومعنى هذا الأثر :
أن في الجنة نهرا طويلا بطول الجنة ، على حافتيه جوارٍ عذارى متقابلات ، من جواري الجنة ، يغنين بأعذب الأصوات وأحسنها ، يسمعهن أهل الجنة ، يذكرن في غنائهن : التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على الرب تعالى .
ومعلوم أنه ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء .
فليس هذا الغناء الذي في الجنة كذاك الذي في الدنيا .
وقد روى ابن أبي الدنيا بسند صحيح في كتاب “صفة الجنة” (258) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: ” إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنْ مَجَالِسِ اللَّهْوِ، وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ ، أَسْكِنُوهُمْ بَيَاضَ الْمِسْكِ، ثُمَّ يَقُولُ للمَلَائِكَة: ( أَسْمِعُوهُمْ تَمْجِيدِي وَتَحْمِيدِي ) ” .
وروى الآجري في “تحريم النرد والملاهي” (69) بسند صحيح عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ: ” يُنَادِى مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللَّهْوِ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ؟، قَالَ: فَيَجْعَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي رِيَاضِ الْمِسْكِ ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: ( أَسْمِعُوهُمْ عِبَادِي تَحْمِيدِي وَتَمْجِيدِي وَالثَّنَاءَ عَلَيَّ ، وَأَخْبِرُوهُمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .
وروى ابن أبي الدنيا في “صفة الجنة” (328) عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ : إِنَّ عِبَادِي كَانُوا يُحِبُّونَ الصَّوْتَ الْحَسَنَ فِي الدُّنْيَا فَيَدَعُونَهُ مِنْ أَجْلِي ، فَأَسْمِعُوا عِبَادِي، فَيَأْخُذُونَ بِأَصْوَاتٍ مِنْ تَهْلِيلٍ وَتَسْبِيحٍ وَتَكْبِيرٍ لَمْ يَسْمَعُوا بِمِثْلِهَا قَطُّ ” .
فهذه الآثار تدل على أن التسبيح والتكبير والتهليل هو مما يتلذذون بسماعه ، تلذذ أهل الهوى من أهل الدنيا بسماع الغناء والموسيقى ، فيسمعون الذكر بأصوات عذبة حسنة .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (163476) .

وقد ورد في غناء الحور العين غير ذلك :
فروى الطبراني في “الأوسط” (6497) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ الْحُورَ فِي الْجَنَّةِ يَتَغَنَّيْنَ يَقُلْنَ:
نَحْنُ الْحُورُ الْحِسَانُ ** هُدِينَا لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ )
وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (1602) .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (139871) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android