ما هو معنى الآية ” فأثرن به نقعاً ” ؟ وهل الكلمات ( ارتفع، غبار، في، سُحُب ) موجودة في هذه الآية ؟
معنى قوله تعالى ” أثرن به نقعاً “
السؤال: 23397
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
1. الكلمات ” ارتفع ” و ” غبار ” موجودتان بالمعنى في الآية ، و ” في ” غير موجودة إلا أن المعنى دلَّ عليها لأنه الغبار لا يرتفع إلا ” في ” الهواء ، و ” سحب ” غير موجودة لا لفظاً ولا معنى .
2. ” ارتفع ” جاء لها مرادفات كثيرة في القرآن ، ومنها :
أ.النشء ، ومنه قوله تعالى وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ الرعد/12 ، وقوله إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً المزمل/6 .
أ.الحدب ، ومنه قوله تعالى مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون الأنبياء/96، قال الفرَّاء : من كل أكَمة ، ومن كل موضعٍ مرتفعٍ .
ب.العروج ، ومنه قوله تعالى تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ المعارج/4 ، ومعناه : الصعود والارتفاع .
ت.الموج ، ومنه وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ هود/42 ، والموج : هو ارتفاع الماء فوق الماء .
ث.الربوة ، ومنه قوله تعالى وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ المؤمنون/50 ، والربوة : المكان المرتفع .
ج.النشز ، ومنه قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا المجادلة/11 ، النشوز : الارتفاع .
ح.وأما لفظ ” غبار ” : فقد جاء لفظ آخر هو في القرآن بمعناه وهو ” هباء ” ، ومنه قوله تعالى وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً الفرقان/23 .
وأما لفظ ” سحاب ” فجاءت له ألفاظ مرادفة في القرآن ومنها :
أ.المعصرات ، ومنه قوله تعالى وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً النبأ/14.
ب.المزن ، ومنه قوله تعالى أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ الواقعة/69 .
3. إن من أفضل التفاسير بشكل عام من ناحية الشمولية في أنواع التفسير من ناحية وسلامة المعتقد من ناحية أخرى هما : تفسير الطبري من المتقدمين وتفسير ابن كثير من المتأخرين.
و قال الطبري في تفسير آية فأثرن به نقعاً :
وَقَوْله فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَرَفَعْنَ بِالْوَادِي غُبَارًا ؛ وَالنَّقْع : الْغُبَار ، وَيُقَال : إِنَّهُ التُّرَاب .
وَالْهَاء فِي قَوْله بِهِ كِنَايَة اِسْم الْمَوْضِع ، وَكَنَّى عَنْهُ ، وَلَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْر ، لِأَنَّهُ مَعْلُوم أَنَّ الْغُبَار لا يُثَار إِلا مِنْ مَوْضِع ، فَاسْتَغْنَى بِفَهْمِ السَّامِعِينَ بِمَعْنَاهُ مِنْ ذِكْره .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .
” تفسير الطبري ” ( 30 / 275 ، 276 ) .
وأما ابن كثير فقال في تفسير آية فأثرن به نقعاً :
يَعْنِي غُبَارًا فِي مَكَان مُعْتَرَك الْخُيُول .
” تفسير ابن كثير ” ( 4 / 542 ) .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد