0 / 0

حكم طلب الطلاق لغياب الزوج كل شهر مدة تزيد عن نصف الشهر لظروف العمل

السؤال: 244131

أنا شابة متزوجة ، وعمري 24 سنة ، وعندي طفلة عمرها عام ، مر على زواجي عامين ، وزوجي يعمل بعيدا ، ولا يأتي إلا بعد مرور شهر ، ويأتي لقضاء 10 أيام ، ثم يعود إلى العمل.
وـ الحمد لله ـ نمتلك منزلا للعيش فيه ، ولكن ليس في منطقة عمله ، ومشكلتي هي : إنه قبل زواجنا وعدني أن يأخذنا معه إلى مكان عمله للعيش بقربه ، ولكن بعد زواجنا تغير الأمر ، ولم نذهب معه ، وقال : لن يأخذنا حتى يجد المنزل ، مر شهر وشهرين ، وهكذا ، ونحن ننتظر ولم يجد المنزل ، وقد كنت أسكن عند عائلته حتى اكتشفت أني حامل ، قلت له : إني أحتاج وجودك معي ، ولكن نفس الجواب لم يجد المنزل هناك في منطقة عمله ، حتى إني مرضت كثيرا في حملي ، والحال لم يتغير ، وقال لي : إنه سيقوم بنقل عمله للعيش معنا ، اقترب موعد ولادتي ولا جديد في ذلك ، كان يأتي بعد شهر من الغياب ويعود بعد قضاء 10 أيام معنا ، حتى ولدت ابنتي ، وأنا أنتظر وجوده معنا .
بدأت المشاكل تكبر في منزل عائلته ، حتى أحسست أن مكوثي معهم أصبح مضيقة لهم ، و كان لا يتصل بي إلا أحيانا ، ولا يسأل عن والديه ، وكانوا دائما هم المسؤولون عني ، حتى قلت له : خذنا معك ، نحتاجك أنا وابنتك معنا ، لكن بدون جدوى ، في الشهور الأخيرة من العام الماضي مرض أبيه ، وقال لي : يجب أن أكون بجانب والديه ، وأخدمهم ، ولن يستطيع أخذنا معنا .
من الشهور الأولى من زواجنا لا يحب أن يجلس في المنزل معنا أبدا ، كثير الخروج ، ولا يحب التحدث ، دائما يشاهد التلفاز بصمت ، أو يذهب للنوم ، أحاول لفت نظره ، والتحدث معه ، لكن لا يستجيب ، حتى بدأت أشعر بالملل من هذا الحال ، معظم الأوقات غائب عني ، وفي حال وجوده لا يحب أن يكون معي ، حاولت كثيرا في التحدث معه ـ يقول : أنا هكذا ، ولا يشاركني في أموره الخاصة ، دائم الهروب ، أتجمل له ، وألبس له ـ لكنه يفضل الخروج دائما ، سئمت من العيش معه ، هل من حقي طلب الطلاق ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي نوصيك به أن تصبري فإن في الصبر على ما يكرهه الإنسان خيرًا كبيرًا ، وقد أمر الله تعالى عباده بالصبر والمصابرة فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران/ 200 .
ويراجع الحديث عن فضل الصبر وحكمة البلاء في الفتوى رقم : (71236).

وأما سكنك مع أهل زوجك فينظر في طبيعته فإن كان مسكنا مستقلا بمرافقه ، ولكنه مجاور لمساكنهم ، أو في نفس البناية ، فهنا يكون الزوج قد أدى ما عليه ، وفعل ما ألزمته به الشريعة الغراء ، من توفير مسكن مستقل للزوجة .
وأما إن كنت تسكنين مع أهله في سكنهم الخاص ، ولم يوفر لك مسكنا مستقلا : فهنا يكون الزوج مقصرا ، فإن من حقوق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (94965).

وأما مطالبته لك بأن تخدمي أهله : فهذا لا يلزمك ، وإنما هذا من مكارم الأخلاق ، ومن حسن معاشرتك لزوجك ولأهله ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (120282).

وإن كان من نصيحة أخيرة لك وللزوج فإنا ننصحه بأن يعاشر زوجته بالمعروف قال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19.
وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية ، من الصحبة الجميلة ، وكف الأذى ، وبذل الإحسان ، ولين القول ، وحسن المعاملة كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (199119).
وعليه أن يحاول جاهدا لكي يضم زوجته وولده إلى كنفه ورعايته بحيث يسكنون معه ، فإن قصر في ذلك، فينظر : فإن كان قد وفر لك مسكنا مستقلا فقد خرج من عهدة المطالبة بالسكن.

وإن لم يوفر مسكنا مستقلا ، فهنا يلزمه أن يوفره فإن لم يفعل جاز لك طلب الطلاق للضرر . وإن كنا في كل الأحوال لا ننصح إلا بالصبر والتأني في معالجة الأمور ، خصوصا وأن غياب زوجك عنك ليس بالوقت الطويل ، فإنه يغيب فقط لمدة عشرين يوما لظروف عمله ، ويرجع ليمكث معكم عشرة أيام ، ومثل هذا كثير في الأسر ، وبإمكان المرأة أن تتكيف عليه ، وتتعايش معه ، متى ما جعلت الحفاظ على بيتها وأسرتها : هدفا أساسيا لها ، ومحورا في حياتها .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (233628) ، ورقم : (240905) .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android