0 / 0

حكم عمل التماثيل الحيوانية بتفريغ الخشب

السؤال: 245484

هل يجوز لي أن أصنع من الخشب صورة كائن ، مثل : حصان البحر ، أو نجمة البحر ، وما إلي ذلك عن طريق التفريغ فقط وليس النحت ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

صور ذوات الأرواح المرسومة باليد ، أو المنحوتة على خشب أو المفرّغة ، أو المشكَّلة بجص وغيره : لا شك في حرمتها ، وهي داخلة في نصوص الوعيد للمصورين .
وينظر تفصيل هذا في أجوبة الأسئلة : ( 34839 ) ، و (180539) ، و (146628) .

ويستثنى من ذلك ثلاثة أمور:
الأول:
ما كان لعبا للأطفال؛ لورود الرخصة في ذلك. وينظر: سؤال رقم : (20325).

والثاني:
الصورة الناقصة ، أو التمثال الناقص ، إذا أزيل منه ما لا تبقى معه الحياة ، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الصورة إذا قطع منها ما لا تبقى معه الحياة : أنها لا تأخذ حكم الصورة.
قال ابن قدامة رحمه الله : ” فإن قطع رأس الصورة ، ذهبت الكراهة . قال ابن عباس : الصورة الرأس , فإذا قطع الرأس فليس بصورة . وحكي ذلك عن عكرمة . وقد روي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل ، فقال : أتيتك البارحة ، فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل ، وكان في البيت ستر فيه تماثيل ، وكان في البيت كلب , فمر برأس التمثال الذي على الباب فيقطع ، فيصير كهيئة الشجر ، ومر بالستر فلتقطع منه وسادتان منبوذتان يوطآن ، ومر بالكلب فليخرج . ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإن قطع منه ما لا يبقي الحيوان بعد ذهابه ، كصدره أو بطنه ، أو جعل له رأس منفصل عن بدنه , لم يدخل تحت النهي ، لأن الصورة لا تبقي بعد ذهابه ، فهو كقطع الرأس .

وإن كان الذاهب يبقي الحيوان بعده ، كالعين واليد والرجل ، فهو صورة داخلة تحت النهي .

وكذلك إذا كان في ابتداء التصوير صورة بدن بلا رأس ، أو رأس بلا بدن ، أو جعل له رأس وسائر بدنه صورة غير حيوان ، لم يدخل في النهي ؛ لأن ذلك ليس بصورة حيوان “.
انتهى من ” المغني” (7/216).

والثالث :
الصورة التي لا تبدو فيها الملامح ، فلا يظهر فيها العين والفم والأنف .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” أما مسألة القطن والذي ما تتبين له صورة رغم ما هنالك من أعضاء ورأس ورقبة ، ولكن ليس فيه عيون وأنف ؛ فما فيه بأس؛ لأن هذا لا يضاهي خلق الله “.

وقال أيضاً : ” كل من صنع شيئاً يضاهي خلق الله : فهو داخل في الحديث ، وهو : ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم المصورين . . . ) ، وقوله ( أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) ، لكن كما قلت إنه إذا لم تكن الصورة واضحة ، أي : ليس فيها عين ولا أنف ولا فم ولا أصابع : فهذه ليست صورة كاملة ، ولا مضاهية لخلق الله عز وجل ” .
انتهى من “مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين” (2/278، 279).
والذي يظهر لنا أن عملك يدخل في هذا النوع الثالث ، فاحرص على أن تكون الصورة خالية من ملامح الوجه .
وترك ذلك كله ، والاكتفاء برسم ما لا روح فيه أولى .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android