تنزيل
0 / 0

كيف يوفق الزوجان بين الحقوق الزوجية وطلب العلم ؟

السؤال: 245574

كيف يمكن التوفيق بين الزواج ، وأعبائه ، وطلب العلم ؟

ملخص الجواب

والخلاصة : أن الزواج بالنسبة للرجل والمرأة عمل مبارك ، ينفع الله به الزوجين في أمر دينهما وأمر دنياهما ، فيجتمعان على طاعة الله ومحبته ، ويطلبان العلم ، بما يمكنهما ، وما تسمح به ظروفهما ، ويذكران الله ، ويتلوان القرآن ، ويقيمان الليل ، ويصطحبان إلى المسجد لحضور الندوات والدورات، ما وجدا إلى ذلك سبيلا ، ويستذكران الدروس . ثم إن ما يحصل من انشغال في بعض الوقت عن طلب العلم بسبب مسئوليات الزواج ، فهو انشغال بطاعة لا بد منها ، أمر بها الشرع ورغَّب فيها ورتب عليها مصالح كثيرة ، وما يتبقى من وقت فيمكن طلب العلم فيه ، ولا منافاة بين الأمرين ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا . وينظر السؤال رقم : (131382) . والله أعلم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

المرأة المسلمة عاقلة ، تدبر أمرها على حال من التوافق بين مصالح الدنيا التي لا بد
منها ومصالح الآخرة .
وهي كالرجل ، تطلب العلم ، وتتفقه في الدين ، وتحضر مجالس العلم ، وتسأل وتستفتي ،
وقد قالت النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ” غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ
، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ
، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ ” رواه البخاري (101) ومسلم (2633) .
فالمرأة المسلمة حريصة على طلب العلم .
وهي أيضا حريصة على طاعة زوجها ، ومصالح بيتها ، ورعاية أولادها ، وهذا من تمام
العلم والفقه والدين .

وقد تقابل الأخت المسلمة بعض
الإشكالات حينما يتقدم إليها من يخطبها ليتزوجها ، فترى أنها بصدد أمر عظيم قد يحول
بينها وبين طلب العلم ، أو يؤثر عليه تأثيرا واضحا ، فبعد أن كانت متفرغة لطلب
العلم والدرس ، أتاها ما يشغلها بالكلية .
وكذلك طالب العلم ، يرى أنه إذا شرع في مشروع الزواج أنه سيؤثر على طلبه للعلم
تأثيرا كبيرا .

ونوجز هاهنا النصح له ولها
بهذا الخصوص فنقول :
– لا شك أن الإنسان يتعلم ليعمل بما يعلم ، وأن العمل ثمرة العلم ، وعلم بلا عمل ،
شجر بلا ثمر ، ومن الفقه والعلم أن يقبل الإنسان على الزواج ويسعى في تحقيقه ، ولا
يتأخر في ذلك ، فإن الزواج سنة المرسلين .
– والعاقل يجمع بين الحسنيين بغير إفراط ولا تفريط في أيهما ، ويوازن الأمور ،
ويجعل لكل أمر ما يخصه ، ويقدم خير الخيرين ، ويدفع شر الشرين ، ويحصّل أعظم
المصلحتين بتفويت أدناهما ، ويدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما ، ويترك بعض
الخير لتحصيل معظمه ، ويحتمل بعض الشر لدفع أكثره ، ونحو ذلك من الموازنات التي تنمّ
عن العقل وحسن تدبير الأمور .
فلا يقول : لا أتزوج لأن الزواج يمنعني من طلب العلم ، ولا يقول : أنشغل بالزواج
وأترك العلم ، ولكن : يتزوج ، وينشغل بالعلم ، ويستعين بالله في تحصيل كل منهما
باعتدال، لا إفراط فيه ولا تفريط .
– ولا شك أن الزواج يحتاج إلى الكثير من المال والجهد والوقت ، وكذلك طلب العلم ،
والمسلم والمسلمة يقسمان ذلك على الأمرين ، قسمة لا تخل بأحدهما ، فلا يذهب المال
والوقت والجهد كله في أمر الزواج وتكاليفه وتجهيزه ، ولا في أمر طلب العلم والحرص
عليه ، ولكن يكون ذلك بالوسطية والاعتدال .
فيحرص المسلم – وكذا المسلمة – على دروس العلم والمذاكرة والتحصيل والمراجعة ، ولكن
بنصيب أقل من ذي قبل ، ليتمكن من الإعداد للزواج والتجهيز له .
ولا يذهب ماله كله في شراء الكتب ، وتكميل المكتبة بما ينقصها من المصنفات ، ولكن
يقتصر على شراء أهم المراجع والمصنفات ، وما لا بد منه ، ويدخر من المال ما يقدر به
على إتمام مهام الزواج وأعبائه .
وكذلك بالنسبة للمرأة ، لا يكون جل همها شراء كافة الأجهزة والاحتياجات المنزلية من
الضروريات والكماليات ، وتنشغل بالتحسينيات ، ولكن تهتم بالأهم فالأهم ، وتقتصر على
ما لا بد منه ، ولا تلح فيما يمكن الاستغناء عنه ولو إلى أمد ، ولا تشغل كل أوقاتها
في الخروج للأسواق وشراء الحاجيات .
– وبعد الزواج توطن الزوجة نفسها على طاعة زوجها في المعروف ، وتقر في بيتها ، ولا
تلح في الخروج المستمر بحجة حضور الدروس والندوات ، ولكن تقتصر على بعض ذلك ،
وتتدارك ما يفوتها ، أو بعضه ، بالاستماع إليه عبر الوسائط الحديثة ، كالكمبيوتر
وجهاز التسجيل ونحو ذلك .
وليكن شغلها الشاغل طاعة زوجها ، والتجمل له ، وحسن معاشرته ، ونصحه وتذكيره .
وقد روى الإمام أحمد (1664) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا صَلَّتْ
الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ
زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ)
وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (660) .

وليحرص الزوج على أن يعين
زوجته على تحصيل ما تحتاجه من العلم الشرعي ، فيشتري لها ما لا بد لها منه ، من
الكتب الشرعية ، ويحضِر لها الدروس العلمية المسجلة ، ويحثها على المذاكرة
والاستماع إلى هذه الدروس ، ويناقشها فيها ، وينظم لها الوقت للمذاكرة ، ويحثها على
ذلك ، ولا يشغل عامة وقتها بطلب تجهيز الطعام وترتيب أثاث البيت ونحو ذلك .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android