0 / 0

لا يكلم والده ، ولا عماته ، ولا يصلي ، ويسيء الظن بالله تعالى.

السؤال: 246374

ما حكم الذي لا يكلم والده بسبب سوء معاملته ، وعلاقاته المحرمة مع النساء ، وعدم القيام بواجباته اتجاه عائلته ، وكل مرة يطلق والدته ، ولن يسأل ، ولن يزور عماته اللواتي أسأن إلى والدته ، ولكن عندما يلتقي بهن في الشارع يسلم عليهن ، ولا يكلم زملاءه في العمل بسبب المشاكل ، رغم أنه لا يحمل أي بغضاء ولا شحناء ضده ، ولا يصلي ؛ لأنه يقول دائماً أن الله لن يقبل صلاته ، لأنه لا يصلي الصلوات الخمس في المسجد ، وأنه قاطع للرحم ، ولا يكلم بعض الأشخاص ؛ لأنهم أساءوا إليه ، وأنه لن يسامحهم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
من اجتمعت عليه الهموم ، وضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، وفسدت علاقته بأقربائه وأصدقائه والناس من حوله ، فعليه أن يلجأ إلى الله ، وأن يراجع نفسه ، ويحاسبها على تجاوزاتها وأخطائها ، ويتهمها بالقصور والعصيان ، ويتوب إلى الله تعالى ، ويحسن العمل .

ثانيا :
أما الأب فالواجب هو الإحسان إليه ومعاملته بالمعروف ، فلا يجوز هجره مهما فعل من المعاصي ، فإن حق الوالدين عظيم ، ولا يسقطه وقوعهما في المعصية أو إصرارهما عليها .
فإن الله تعالى أمر بحسن صحبة الوالدين ، ولو كانا يأمران ولدهما بالشرك بالله تعالى ، ويجاهدانه على ذلك .
قال الله تعالى : ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) لقمان/15 .
وينظر جواب السؤال رقم : (174800).

ثالثا :
حصول المشاكل العائلية والأسرية لا يقتضي الهجر والمعاداة ، والوصل وإفشاء السلام والمحبة أولى بالمسلم في رحمه ومعارفه ، وأقرب للتقوى، وأنفى للهجر المحرم الذي حرمه الله ورسوله ، وإن كان رحمه قد ظلمه ، فالعفو أحب إلى الله ورسوله ، فلا تترك ما يحبه الله ورسوله ، إلى ما يبغضه الله ورسوله وينهى عنه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : " أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) رواه مسلم ( 2558 ) .
الملّ : الرماد الحار .

رابعا :
وكذلك زملاء العمل: فلا يكاد عمل يخلو من المشاكل والاختلاف ، وإذا لم يتغافل المرء عن كثير من الأمور ، ويتحل بالصبر، ويعف عن الناس ، ويصبر على أذاهم : فإن الذهاب إلى العمل يكون مصدر ضيق وهم ونكد .
وإذا تحلى بالصبر ، وتغاضى عن كثير من الأمور ، وسامح وعفا: فقد وقع أجره على الله ، وأحبه زملاؤه ، وتعرفوا منه على كريم الخصال ، ومحاسن الأخلاق ، فيصير قدوة حسنة ومثلا صالحا بين الناس .
أما توالي المشاكل مع الناس لكثرة الاختلاف معهم ، والشعور بظلمهم ، بحق وبدون حق، والرغبة في الابتعاد عنهم ، وعدم الصفح عنهم فيما أساءوا فيه إليه : فليس ذلك في مصلحة المسلم لا في دينه ولا في دنياه ؛ ولا يمكن أن يستقيم له أمر عيشه على تلك الحال ، ولا أن يصلح به دينه ، ولا تهنأ له دنياه .

خامسا:
ثم تجيء البلية الكبرى ، وهي ترك الصلاة ، وسوء الظن بالله ، وهاتان كبيرتان تذهبان بالدين كله، وتمحقان كل بركة ، وتجلبان كل شقاء، فترك الصلاة بالكلية كفر وخروج عن الملة، وسبب كل ضيق وكرب وشقاء .
انظر السؤال رقم : (5208) ، و(83997) .
وسوء الظن بالله كبيرة من أعظم الكبائر، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (174619) .

فعلى هذا الشخص أن يراجع نفسه في أموره كلها ، وأن يتوب إلى الله تعالى مما أخطأ فيه ، ويصلح ما أفسده ، فيحسن معاملته لأبيه وعماته وزملائه ، وأهم من ذلك كله : أن يحافظ على الصلاة ، ويكثر من دعاء الله تعالى أن يتقبل توبته ، وأن يصلح له أحواله ، ويوفقه لما فيه خيره في الدنيا والآخرة .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android