0 / 0

حكم كتابة : ” والله أعلم ” بعد إيراد حديث صحيح .

السؤال: 246426

أرى كثيراً من الأشخاص يكتبون عبارة ” الله أعلم ” بعد ذكرهم لحديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل يعتبر هذا نوع من التشكيك أو عدم التصديق لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قول المفتي بعد فتواه أو الشيخ في درسه أو الراوي بعد روايته : ” والله أعلم ” لا بأس به ، وهو من التأدب مع الله تعالى علام الغيوب .
فالمفتي قد يفتي بحق ، والشارح قد يشرح على الصواب ، والراوي قد يروي بدقة ، ولا يمنع شيء من ذلك أن يقول : ” الله أعلم ” لأن المفتي قد يفوته ذكر الدليل ، أو رفع الاشتباه ، أو كشف الغموض ، فلا تكون فتواه – وإن كانت صحيحة في الجملة – على الوجه الأكمل .
والشارح قد يغيب عنه شرح بعض الكلمات ، أو لا يتم الشرح على الوجه الذي تزول به الشبهة وتقوم به الحجة على المخالف ، وإن كان في الجملة شرحا صحيحا .
والراوي قد ينسى كلمة من الحديث ، أو يروي الحديث بالمعنى ، أو يعتمد على روايةٍ غيرها أرجح منها سندا ومتنا ، أو ينقص من الحديث نقصا لا يخل بالمعنى ، ولكن لا يأتي به على التمام ، فلذلك – وغيره – يقول : ” الله أعلم ” .
قال النووي رحمه الله في ” مقدمة المجموع ” (1/84) وقد ذكر فيها جملة من آداب الفتوى :
“قال الصَّيْمَري [هو أبو القاسم ، أحد علماء الشافعية الكبار ، توفي سنة 405هـ] :‏ ولا يدع ختم جوابه بقوله :‏ (وبالله التوفيق) ،‏ أو:‏ (والله أعلم) ،‏ أو:‏ (والله الموفق) ” انتهى .
وليس في ذلك تشكيك في الحديث أو الحكم الذي ذكره المفتي ، بل حتى لو كان العالم مصيبا في حكمه ، وفي إيراده الحديث ، فإنه ما من عالم إلا والله تعالى أعلم منه ، قال الله تعالى : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف/76 .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ” يكون هذا أعلم من هذا ، وهذا أعلم من هذا ، والله فوق كل عالم ” انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (4/402) .
وقال عكرمة : ” علم الله فوق كل أحد ” انتهى من ” تفسير الطبري “(3/269) .

قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :
” إذا كان عنده علم وقال: (الله أعلم) ، فقد قال كلمة صحيحة ، فقوله : (الله أعلم) هو جواب صحيح ؛ لأنه وإن كان عنده علم ، فالله أعلم ” .
انتهى مختصرا من” شرح سنن أبي داود” (4 /364) بترقيم الشاملة .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android