0 / 0
48,48827/11/2017

تفسير قوله تعالى: (كأنهن بيض مكنون) .

السؤال: 265064

بالنسبة لتفسير القرآن عن الحور ( كأنهن بيض مكنون) سمعت بعض السلف مثل ابن زيد والحسن يقولون : إن لون الحورية هو أبيض مصفر ، وكثير من العلماء قالوا بذلك ، كنت أتساءل ، قيل لي : إن ذلك يعني اللون الحنطي باللغة العربية ، وكنت أتساءل ، هل هذا متناقض مع الآية الكريمة ، وتفسيرها الذي يقول أن بياضهن كاللؤلؤ ، والذي قد قال به ابن زيد والحسن أيضاً ؟

ملخص الجواب

ملخص الجواب : الأبيض، يطلق على الأبيض الصافي شديد البياض، ويطلق على الأبيض المشوب بصفرة، وهو لون محمود في النساء .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اختلف العلماء في سبب تشبيه الحور العين بالبيض المكنون في قوله تعالى: (كأنهن بيض مكنون) [الصافات: 49]:

1- فقيل: شُبِّهن ببطن البيض في البياض، وهو الذي داخل القشر، وذلك أن ذلك لم يمسه شيء.

2- وقيل: بل شُبهن بالبيض الذي يحضنه الطائر، فهو إلى الصفرة، فشبه بياضهن في الصفرة بذلك .

فلونها أبيض في صفرة، ويقال: هذا أحسن ألوان النساء : أن تكون المرأة بيضاء مشربة صفرة، والعرب تشبهها ببيضة النعامة.

3- وقال آخرون: بل عنى بالبيض في هذا الموضع: اللؤلؤ، وبه شبهن في بياضه وصفائه .

قال الطبري: ” وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال: شبهن في بياضهن، وأنهن لم يمسهن قبل أزواجهن إنس ولا جان ؛ ببياض البيض الذي هو داخل القشر، وذلك هو الجلدة الملبسة المح ، قبل أن تمسه يد أو شيء غيرها، وذلك لا شك هو المكنون؛ فأما القشرة العليا فإن الطائر يمسها، والأيدي تباشرها، والعش يلقاها.

والعرب تقول لكل مصون: مكنون ، ما كان ذلك الشيء ، لؤلؤا كان أو بيضا أو متاعا “، تفسير الطبري: (19/ 541)، وتفسير البغوي: (7/ 40).

وهذا لا يتعارض مع الآية، فإن الأبيض قد يكون مشربًا بحمرة، وقد يكون مشربًا بصفرة، ومع هذا فهو أبيض، والعرب تعرف ذلك .

قال ابن عطية: ” وأما قوله كأنهن بيض مكنون : فاختلف الناس في الشيء المشبه به :ما هو؟ فقال السدي وابن جبير: شبه ألوانهن بلون قشر البيضة الداخلي ، وهو الغِرْقِيّ [= القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض ] . وهو المكنون : أي : المصون في كِنٍّ ، ورجحه الطبري …

وقال الجمهور : شبه ألوانهن بلون قشر بيض النعام ، وهو بياض قد خالطته صفرة حسنة .

قالوا: والبيض نفسه ، في الأغلب ، هو المكنون بالرِّيش ، ومتى شَذَّت به حال ، فلم يكن مكنونا : خرج عن أن يُشَبَّه به، وهذا قول الحسن وابن زيد … ؛ وهذا المعنى كثير في أشعار العرب …

وقالت فرقة إنما شبههن تعالى بـ البيض المكنون : تشبيها عامّا جملةَ المرأة ، بجملة البيضة ؛ وأراد بذلك تناسب أجزاء المرأة ، وأن كل جزء منها نسبته في الجودة إلى نوعه ، نسبة الآخر من أجزائه إلى نوعه ، فنسبة شعرها إلى عينها مستوية إذ هما غاية في نوعهما، والبيضة أشد الأشياء تناسب أجزاء، لأنك من حيث جئتها فالنظر فيها واحد “، المحرر الوجيز: (12/356-358).

ونقل القاسمي عن الشهاب قوله: ” وهذا على عادة العرب في تشبيه النساء بها.

وخصت ببيض النعام، لصفائه وكونه أحسن منظرا من سائره. ولأنها تبيض في الفلاة وتبعد ببيضها عن أن يمس ؛ ولذا قالت العرب للنساء (بيضات الخدور) .

ولأن بياضه يشوبه قليل صفرة ، مع لمعان، كما في الدرّ. وهو لون محمود جدا ؛ إذ البياض الصِّرف غير محمود ؛ وإنما يحمد إذا شابهُ قليلُ حُمرة في الرجال، وصُفرة في النساء “، تفسير القاسمي: (8/ 209).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android