0 / 0

حديث قدسي لا أصل له في تودّد الربّ تعالى إلى عبده.

السؤال: 267439

ما صحة هذا الحديث القدسي الذي رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليهِ وسلم قال : ( يقول الله تعالى : يا  عبدي لم تقنط ؟ أليس أنا الذي أظهرتك ، ولأماني طوقتك ، مالك تتجاهل عليّ كأنك ما عرفتني ، وتتنحّى كأنك ما وافقتني ، عبدي : إن استقلتنا أقلناك ، وإن تبت إلينا قبلناك ، وإن عزمت على قصدنا أدنيناك ، وإن اضطرب دليلك أريناك ، وإن عاديت نفسك في حب وُدِّنا والَيْناك ، وإن بكيت لضرّ دوائك داويناك ، وإن بكيت لضرّك شفيناك ، وإن بكيت خشية أحضرناك ، وإن بكيت خوفاً أمَّنّاك ، وإن بكيت أسَفاً على ما فاتك من حقوقنا عوَّضناك ) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث لا نعلم له أصلا في شيء من كتب السنة ، ولا رأينا أحدا من أهل العلم ذكره ، ولو بدون إسناد ، فلا تجوز روايته ونسبته إلى الله تعالى ولا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأنه من الكذب على الله وعلى رسوله ، وقد قال الله تعالى :   وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا  الأنعام/ 21 .

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ   رواه مسلم في “مقدمة الصحيح” (1/7) ، قال النووي رحمه الله :

” فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ ” انتهى .

وفي كتاب الله والأحاديث الصحيحة الغنية عن هذه الأحاديث التي لا أصل لها .

قال الله تعالى :   قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ   الزمر/ 53 .

وروى الترمذي (3540) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :  ا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي   صححه الألباني في “صحيح الترمذي” .

وراجع لمعرفة حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة وموقف المسلم منها جواب السؤال رقم : (130210) ، (180529)

وراجع لمعرفة الضوابط لتمييز الحديث الصحيح من الضعيف جواب السؤال رقم : (140158)

والله تعالى أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android