عندي سؤال هل يصح هذا الحديث : ( اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي ، فذلك وقاية لهم ولكم من النار) ؟
تخريج أثر : ” اعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ ” .
السؤال: 287370
ملخص الجواب
هذا موقوف على ابن عباس رضي الله عنهما ، وليس بخبر مرفوع ، وفي إسناده لين .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا أثر موقوف على ابن عباس رضي الله عنه ، وليس بحديث مرفوع .
فروى الطبري في “تفسيره” (23/ 491)، والآجرّيّ في “أدب النفوس” (ص: 260) ، من طريق أبي صَالِحٍ عَبْد اللَّهِ بْن صَالِحٍ ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، في قوله تعالى: ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ) [التحريم: 6] قال : ” اعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ، وَمُرُوا أَهْلِيكُمْ بِالذِّكْرِ ؛ يُنْجِيكُمْ مِنَ النَّارِ “.
وهكذا ذكره ابن كثير في “تفسيره” (8/ 167) عن عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، به موقوفا .
وهذا إسناد ضعيف ، له علتان :
الأولى : علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس ، قال في “التهذيب”(7/ 339):
” روى عن ابن عباس ولم يسمع منه، بينهما مجاهد وأبي الوداك وراشد بن سعد المقرئ والقاسم بن محمد بن أبي بكر وغيرهم .
قال الميموني عن أحمد: له أشياء منكرات، وقال دحيم: لم يسمع التفسير من ابن عباس، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عن ابن عباس ولم يره ” انتهى باختصار .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
” لم يسمع من ابن عباس، ولم يدركه، وإنما أخذ عن أصحابه ” انتهى من “بيان تلبيس الجهمية” (5/ 521) .
الثانية : عبد الله بن صالح ، قال الذهبي :
” هو صاحب حديث وعلم مكثر، وله مناكير.
قال أحمد بن حنبل: كان أول أمره متماسكا، ثم فسد بآخره.
وقال أبو حاتم: أخرج أحاديث في آخر عمره أنكروها عليه، نرى أنها مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان سليم الناحية، لم يكن وزن أبي صالح الكذب، كان رجلا صالحا.
وقال النسائي: ليس بثقة، ويحيى بن بكير أحب إلينا منه.
وقال ابن المديني: لا أروى عنه شيئا.
وقال ابن حبان: كان في نفسه صدوقا، إنما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له، فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار كان بينه وبينه عداوة، كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به.
وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد”.
“ميزان الاعتدال” (2/ 440) .
وقال في “التقريب” (ص: 308):
” صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة ” انتهى .
وهذه نسخة معروفة ، ومن العلماء من يعتمدها في التفسير خاصة ، ومنهم من يعتمدها في الموقوفات دون المرفوعات ، ومنهم من يحتج بها في الجملة ، ما لم يأت فيها ما يستنكر .
ومعنى الكلام صحيح ، وتفسير الآية به مناسب .
وينظر السؤال رقم : (146763) ، (214779) .
والله تعالى أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة