لماذا ذكر في الآية رقم (146) من سورة البقرة : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ) ، ولم يذكر كما يعرفون أنفسهم ؟
سبب ذكر الأبناء دون الأنفس في معرفة أهل الكتاب بالنبي عليه الصلاة والسلام
السؤال: 295219
ملخص الجواب
خص الأبناء في المعرفة بالذكر دون الأنفس وإن كانت ألصق لأن الإنسان يمر عليه من زمنه برهة لا يعرف فيها نفسه، ولا يمر عليه وقت لا يعرف فيه ابنه .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ذكر الله في الآية الكريمة معرفة أهل الكتاب بنبينا صلى الله عليه وسلم، وهذه المعرفة أكدها ربنا تعالى بأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .
والحكمة في ذلك ، والله أعلم : أن الرجل يعرف من ابنه ، ومراحل حياته ، ما لا يمكنه معرفته من نفسه ؛ فإنه لا يشهد نفسه وهو حمل، وبعد الولادة إلى وقت طويل يمر ، وهو لا يعقل أمر نفسه، لكن الأمر مختلف بالنسبة للأبناء.
وعن ابن جريج، في قوله: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ البقرة/146 ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم. قال: زعم أهل المدينة عن أهل الكتاب ممن أسلم أنهم قالوا: ” والله لنحن أعرف به من أبنائنا ، من أجل الصفة والنعت الذي نجده في الكتاب، وأما أبناؤنا فلا ندري ما أحدث النساء ” انتهى من “تفسير الطبري” (9/ 187).
قال القرطبي: ” وخص الأبناء في المعرفة بالذكر دون الأنفس ، وإن كانت ألصق ؛ لأن الإنسان يمر عليه من زمنه برهة لا يعرف فيها نفسه، ولا يمر عليه وقت لا يعرف فيه ابنه”، انتهى من ” تفسير القرطبي “(2/ 163)، وقد نقله من “المحرر الوجيز، لابن عطية” (1/ 233).
وقال ابن عاشور: “وخص الأبناء لشدة تعلق الآباء بهم ، فيكون التملي من رؤيتهم كثيرا ، فتتمكن معرفتهم [أي: تثبت معرفتهم، وترسخ] ؛ فمعرفة هذا الحق ثابتة لجميع علمائهم ” انتهى من “التحرير والتنوير”(2/ 40).
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب