0 / 0

الأنهار التي تنبع من الجنة

السؤال: 306693

سمعت أنه أثناء الإسراء والمعراج رأى نبينا 4 أنهار ، وعندما سأل المَلَك عن الأنهار ، تم إخباره بأن أحد الأنهار هو نهر النيل والنهر الآخر من هذا العالم هذه الدنيا ، في حين أن النهرين الآخرين غير معروفين. فهل يمكن أن توضح هذا الموضوع أكثر حول الأنهار؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا :

في الحديث الشريف الذي رواه “مسلم” في صحيحه (164) ، أن النبي صلى الله عليه وسلم  : رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا هَذِهِ الْأَنْهَارُ؟ قَالَ : أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ: فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ : فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ  .

وروى “البخاري” في صحيحه (5610 ): عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   رُفِعْتُ إِلَى السِّدْرَةِ، فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ : نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ ، فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ : النِّيلُ وَالفُرَاتُ ، وَأَمَّا البَاطِنَانِ : فَنَهَرَانِ فِي الجَنَّةِ  .

قال “النووي” : ” معناه : أن الأنهار تخرج من أصلها، ثم تسير حيث أراد الله تعالى حتى تخرج من الأرض، وتسير فيها ، وهذا لا يمنعه عقل ولا شرع ، وهو ظاهر الحديث؛ فوجب المصير إليه ، والله أعلم ” انتهى من “شرح النووي على مسلم” (2/ 225).

ثانيًا :

روى “مسلم” في صحيحه (2839) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ ، وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ: كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ  .

قال الحافظ “ابن حجر” في “الفتح” (7/ 214): ” وفي حديث أبي سعيد : ( فإذا فيها عين تجري يقال لها السلسبيل ، فينشق منها نهران ، أحدهما : الكوثر ، والآخر يقال له : نهر الرحمة .

قلت : فيمكن أن يفسر بهما النهران الباطنان المذكوران في حديث الباب ، وكذا روي عن مقاتل قال: الباطنان ، السلسبيل والكوثر .

وأما الحديث الذي أخرجه مسلم بلفظ ( سيحان وجيحان والنيل والفرات من أنهار الجنة ) : فلا يغاير هذا ، لأن المراد به : أن في الأرض أربعة أنهار أصلها من الجنة .

وحينئذ لم يثبت لسيحون وجيحون أنهما ينبعان من أصل سدرة المنتهى ، فيمتاز النيل والفرات عليهما بذلك .

وأما الباطنان المذكوران في حديث الباب: فهما غير سيحون وجيحون والله أعلم .

قال النووي في هذا الحديث : أن أصل النيل والفرات من الجنة ، وأنهما يخرجان من أصل سدرة المنتهى ثم يسيران حيث شاء الله ، ثم ينزلان إلى الأرض ، ثم يسيران فيها، ثم يخرجان منها ، وهذا لا يمنعه العقل ، وقد شهد به ظاهر الخبر فليعتمد ” انتهى .

وقال “ابن عثيمين” : ” قال بعض أهل العلم: إنها من أنهار الجنة حقيقة ، لكنها لما نزلت إلى الدنيا غلب عليها طابع أنهار الدنيا، وصارت من أنهار الدنيا …

وللعلماء فيها تأويلات :

1 – أنها من أنهار الجنة حقيقة ، لكن لما نزلت إلى الأرض صار لها حكم أنهار الدنيا .

2 – أنها ليست من أنهار الجنة حقيقة ، لكنها أطيب الأنهار وأفضلها ، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوصف لها ، من باب رفع شأنها ، والثناء عليها .

والله أعلم بما أراد رسوله صلى الله عليه وسلم “، انتهى من “شرح رياض الصالحين” (6/ 674).
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android