0 / 0

هل يبنون مسجدا بجوار مسجد قديم بسبب قنوت الإمام في الفجر ودعائه بعد الفريضة؟

السؤال: 312669

أنا من ولاية كيرلا في الهند ، وأغلب المسلمين على المذهب الشافعي ، وكذا يوجد أحناف ، وقلما أن يوجد غيرهم من المذاهب ، والأئمة يدعون دعاء جماعيا بعد كل صلاة ، والمأمومون يجهرون بالتأمين ، وكذلك يقنتون دائما في صلاة الفجر بعد الركوع ، وبعض الأحباب يريدون بناء مسجد جديد بقرب أو جوار المساجد الموجودة ؛ بحيث لا يكون فيها دعاء جماعي ، ولا قنوت في الفجر ، وفي نفس الوقت بعض الأحباب يقولون : إن مثل هذه المبادرات تتطرق إلى الفتنة ، وإلى التفريق بين المسلمين ، فما هو الأفضل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أمر الله تعالى المسلمين بالجماعة والائتلاف ، ونهاهم عن الفرقة والاختلاف ، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة معلومة . قال الله تعالى :  وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ  آل عمران/105 .

وقال تعالى :  وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ الأنفال/46 .

، قال صلى الله عليه وسلم :  يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ  رواه الترمذي (2167) ، وصححه الألباني ، وقال :  عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ رواه النسائي (847) وحسنه الألباني في “صحيح النسائي” ، وقال : الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد  رواه الترمذي (2165) وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .

فينبغي أن تحرصوا على ائتلاف القلوب ، ووحدة كلمة المسلمين ، وعدم تفرقهم .

ثانيا :

لا يجوز بناء مسجد بجانب مسجد آخر إلا بشرطين :

عدم قصد الإضرار بالمسجد الأول .
وجود الحاجة لذلك . كضيق المسجد الأول .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية، كما في “الاختيارات” (ص 64) :

“ويُنشأ مسجد إلى جنب آخر ، إذا كان محتاجا إليه ، ولم يقصد الضرر .

فإن قصد الضرر، أو لا حاجة: فلا يُنشأ ، وهو إحدى الروايتين عن أحمد ، نقلها عنه محمد بن موسى ، ويجب هدمه” انتهى .

وينظر في بيان ذلك جواب السؤال رقم : (265794) .

وما ذكرته من دعاء الإمام بعد الصلاة وتأمين المأمومين جهرا ، وكذلك المداومة على القنوت في صلاة الفجر كل يوم : لا يعد حاجة لبناء مسجد بجانب المسجد الأول .

لأن هذه المسائل – وإن كان الصواب خلاف ما يفعله هؤلاء – مسائل اجتهادية ، قد قال بها بعض العلماء ، فمن قلدهم في اجتهادهم فلا إثم عليه، ولا ينكر عليه .

وليست كل المسائل التي يرى المسلم أنها بدعة أو معصية ، ينكر على من فعلها ، أو يهجره ويبتعد عنه ، فهناك من المسائل ما يسميه العلماء : “المسائل الاجتهادية” وهي التي ليس فيها نص قاطع، أو ظاهر ظهورا قويا ، وليس فيها إجماع أيضا، ولا قياس جلي ، بل هي مسائل تختلف فيها أنظار العلماء بناء على اجتهاد كل واحد منهم .

فهذه المسائل لا تثريب على من أخذ بأحد الأقوال اجتهادا ، أو تقليدا لمن أفتى بها .

وينظر في بيان ذلك السؤال رقم : (70491) .

فالذي ننصحكم به عدم بناء مسجد قريب من مسجد آخر ، حرصا على وحدة المسلمين ، وعدم تفرقهم .

وعليكم أن تبينوا السنة للناس برفق ولين ، حتى ييسر الله لكم بناء مسجد لا يكون بجوار غيره من المساجد تنشرون فيه السنة ، ولا تكونون سببا لتفرق المسلمين ، من أجل مسائل اجتهادية يتحمل الخلاف فيها .

والله أعلم .
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android