0 / 0
14,79523/09/2019

توجيه قراءة “طعام مساكين” .

السؤال: 314414

في قراءة حفص ، يقول إطعام شخص فقير كل يوم ، بينما في قراءة ورش إطعام عدّة فقراء كل يوم ، وأنا أعلم أن القراءات لا يمكن أن تتناقض ، لذلك إذا كان شخص عجوز لا يصوم ، فهل عليه إطعام شخص فقير أو عدّة فقراء كل يوم ؟ فهذه القراءات لا تتعارض مع اللغة العربية وهي مسكين ومساكين ؟

ملخص الجواب

لا تعارض بين القراءتين، ولا تناقض بينهما، بحمد الله. بل قراءة الإفراد ( مسكين ) : يراد بها : إطعام مسكين واحد ، عن كل يوم يفطره الصائم. وقراءة الجمع ( مساكين ) : يراد بها أحد وجهين: الأول: أن من أفطر الشهر كله ، أو أياما عددا منه ، أطعم ( مساكين ) ، بعدد ما أفطره من الأيام. والثاني: فلانا أفطر، وفلانا أفطر، وفلانا أفطر؛ هؤلاء ( الجمع ) ، ممن أفطروا ؛ يلزمهم أن يطعموا ( جمعا ) أيضا، من ( المساكين )؛ فكل واحد منهم إذا أطعم مسكينا ، تحصل لنا إطعام جمع من المساكين.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

إن الاختلاف بين القراءات القرآنية، هو اختلاف تنوع وتغاير، لا اختلاف تضاد وتناقض .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ” ولا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده؛ بل قد يكون معناها متفقا أو متقاربا …

فهذه القراءات التي يتغاير فيها المعنى : كلها حق. وكل قراءة منها مع القراءة الأخرى ، بمنزلة الآية مع الآية ، يجب الإيمان بها كلها ، واتباع ما تضمنته من المعنى علما وعملا، لا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى ، ظنا أن ذلك تعارض” انتهى من ” مجموع الفتاوى” (13/ 393).

وتعدد القراءات يستفاد منه تعدد المعاني، إذ كل قراءة زادت معنى جديدًا ، لم تبينه أو توضحه القراءة الأخرى، وبهذا اتسعت المعاني بتعدد القراءات، إذ تعدد القراءات يقوم مقام تعدد الآيات القرآنية .

والاختلاف والتنوع في القراءات القرآنية : يشبه إلى حدٍ كبير ظاهرة تكرار القصص القرآني، فكل آية أو واقعة ، تبين معنى جديدًا لم تبينه الآية أو الواقعة السابقة .

ويمكن مراجعة هذا الرابط، ففيه بحث طويل حول المسألة: https://goo.gl/TKUTXC

ثانيًا :

قال “الطبري” في “جامع البيان” (3/ 179) : ” وَأَمَّا الطَّعَامُ : فَإِنَّهُ مُضَافٌ إِلَى الْمِسْكِينِ .

وَالْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ مُخْتَلِفُونَ :

فَقَرَأَهُ بَعْضُهُمْ بِتَوْحِيدِ الْمِسْكِينِ ، بِمَعْنَى : وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ وَاحِدٍ ، لِكُلِّ يَوْمٍ أَفْطَرَهُ … وَعَلَى ذَلِكَ عُظْمُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ.

وَقَرَأَهُ آخَرُونَ بِجَمْعِ الْمَسَاكِينِ : ( فِدْيَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ ) ؛ بِمَعْنَى : وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ ، عَنِ الشَّهْرِ ، إِذَا أَفْطَرَ الشَّهْرَ كُلَّهُ ” انتهى .

وقال “السمين الحلبي” في “الدر المصون” (2/ 275) : ” ومَنْ جمع “مساكين” : فلمقابلةِ الجمع بالجمعِ .

ومَنْ أَفْرَدَ : فعلى مراعاةِ إفرادِ العمومِ ، أي : وعلى كلِّ واحدٍ مِمَّن يُطيق الصومَ ، لكلِّ يوم يُفْطِرُه: إطعامُ مسكين .

ونظيرهُ: والذين يَرْمُونَ المحصنات ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فاجلدوهم ثَمَانِينَ جَلْدَةً [النور: 4] “، انتهى .

وقال الطاهر ابن عاشور، في “التحرير والتنوير” : ” وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر (مساكين) بصيغة الجمع جمع مسكين ، وقرأه الباقون بصيغة المفرد .

والإجماع : على أن الواجب إطعام مسكين .

فقراءة الجمع : مبنية على اعتبار جمع الذين يطيقونه ، من مقابلة الجمع بالجمع ، مثل ركب الناس دوابهم .

وقراءة الإفراد : اعتبار بالواجب على آحاد المفطرين ” انتهى (2/ 167).

والحاصل:

أنه لا تعارض بين القراءتين، ولا تناقض بينهما، بحمد الله.

بل قراءة الإفراد ( مسكين ) : يراد بها : إطعام مسكين واحد ، عن كل يوم يفطره الصائم.

وقراءة الجمع ( مساكين ) : يراد بها أحد وجهين:

الأول: أن من أفطر الشهر كله ، أو أياما عددا منه ، أطعم ( مساكين ) ، بعدد ما أفطره من الأيام.

والثاني: فلانا أفطر، وفلانا أفطر، وفلانا أفطر؛ هؤلاء ( الجمع ) ، ممن أفطروا ؛ يلزمهم أن يطعموا ( جمعا ) أيضا، من ( المساكين )؛ فكل واحد منهم إذا أطعم مسكينا ، تحصل لنا إطعام جمع من المساكين.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android