تنزيل
0 / 0

ما المراد بالمغربين في حديث :” هل رئي فيكم المغربون ؟”

السؤال: 329765

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هَلْ رُئِىَ – أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا – فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ ؟) قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ قَالَ : (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ) رواه أبو داود، وذكر حديث ابن عباس : ( خير ما تدوايتم ) في ” باب الترجل” ، فهل هذا الحديث صحيح ؟

ملخص الجواب

الحديث المروي عن عائشة رضي الله عنها ، قالت قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (هَلْ رُئِىَ – أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا – فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ) قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ . قَالَ : (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ ). حديث ضعيف لا يثبت ، فيه أكثر من علة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

درجة حديث : هل رئي فيكم المغربون 

الحديث المسئول عنه أخرجه أبو داود في “سننه” (5107) ، من طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، عن أبيه ، عن أم حميد ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-  هَلْ رُئِىَ – أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا – فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ  قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ . قَالَ :  الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ  .

والحديث ضعيف لا يثبت ، فيه أكثر من علة .

فيه أم حميد ، مجهولة لا يعرف حالها ، وقد ضعفه المنذري في “مختصر السنن” (3/409) لأجلها ، فقال :” أم حميد -هذه- لم تنسب، ولم يعرف لها اسم ” انتهى .

قال ابن حجر في “تقريب التهذيب” (8726) :” لا يعرف حالها ” انتهى .

وفيه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، ثقة إمام ، إلا أنه مشهور بالتدليس عن الضعفاء ، وقد عنعن .

ذكره ابن حجر في “طبقات المدلسين” (83) فقال :” مشهور بالعلم والثبت كثير الحديث ، وصفه النسائي وغيره بالتدليس ، قال الدارقطني : شر التدليس تدليس ابن جريج ، فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح ” انتهى .

وأبوه عبد العزيز بن جريج ، ضعيف الحديث ، قال فيه البخاري :” لا يتابع على حديثه ” . كذا من “التاريخ الكبير” (1564) ، ولينه الحافظ ابن حجر في “تقريب التهذيب” (4087) .

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في تخريج “مشكاة المصابيح” (4564) .

معنى الحديث وشرح عبارة (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ ).

وأما معنى الحديث : فهو مشاركة الجن للإنسان في ولده ، وهذا يحتمل عدة معان :

الأول : أن يترك الإنسان ذكر الله عند جماعه امرأته ، فيشاركه الجني في ذلك .

الثاني : أن يفتن الشيطان الإنسان ، فيأمره بالزنى .

الثالث : أن يلقي الشيطان إلى الكهان من الأخبار ما يفتن به الناس .

قال ابن الأثير في “النهاية” (3/657) :” الحديث [ إنّ فيكم مُغَرِّبين قيل : وما المُغَرِّبون ؟ قال : الذين تَشْرَك فيهم الْجِنُّ ] : سُمُّوا مُغَرِّبين لأنه دَخل فيهم عِرْقٌ غريب ، أو جاءوا من نَسَب بَعيد . وقيل : أرادَ بُمشَارَكة الجِنّ فيهم أمْرَهم : إياهم بالزنا ، وتَحْسِينَه لهم ، فجاء أولادُهم من غيرِ رِشْدَةٍ ” انتهى .

وقال الطيبي في “شرح المشكاة” (9/2973) :” و( المغرِّبون ) بتشديد الراء وكسرها : المبعِدون عن ذكر الله تعالى عند الوقاع ، حتى شارك فيهم الشيطان. وقيل: سموا مغربين ؛ لأنه دخل فيهم عرق غريب ، أو جاء من نسب بعيد .

وقيل: أراد بمشاركة الجن فيهم أمرهم إياهم بالزنا ، وتحسينه لهم ، فجاء أولادهم من غير رِشْدة . ومنه قوله تعالى: وشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ والأَوْلادِ .

قيل: ويحتمل أن يراد به من كان له قرين من الجن يلقي إليه الأخبار وأصناف الكهانة “. انتهى .

والحديث ضعيف كما قدمنا .

وللاستزادة حول بعض آداب الجماع مما تكون حصنا بين العبد والشيطان الرجيم يمكن مراجعة هذه الأجوبة (5560) ، (21946)، (135477) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android