بأيّ لغة أمّ محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء الآخرين عليهم السلام في الصلاة في المسجد الأقصى ؟
بأيِّ لغة أمَّ النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء في رحلة الإسراء ؟
السؤال: 331799
ملخص الجواب
لم يرد ما يبين اللغة التي تحدث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع إخوانه من الأنبياء ليلة الإسراء والمعراج ، وليس هذا بالأمر بالذي ينبغي أن ينشغل به المسلم ؛ إذ لا يترتب على معرفته عمل . ولكن إذا كان الإسراء والمعراج وجمع الأنبياء للصلاة جميعًا في المسجد الأقصى معجزة عظيمة، فإن جمعهم في الصلاة على لغة واحدة لن يكون أعظم وأشد إعجازًا من ذلك . وإن كان الذي يظهر أن اللغة التي تحدث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء في ليلة الإسراء والمعراج: كانت العربية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لم يرد ما يبين اللغة التي تحدث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع إخوانه من الأنبياء ليلة الإسراء والمعراج ، وليس هذا بالأمر بالذي ينبغي أن ينشغل به المسلم ؛ إذ لا يترتب على معرفته عمل . ولكن إذا كان الإسراء والمعراج وجمع الأنبياء للصلاة جميعًا في المسجد الأقصى معجزة عظيمة، فإن جمعهم في الصلاة على لغة واحدة لن يكون أعظم وأشد إعجازًا من ذلك .
وإن كان الذي يظهر أن اللغة التي تحدث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء في ليلة الإسراء والمعراج: كانت العربية ؛ لأن هذا هو لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، ولسان قومه ، ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم مع أحد أو دعاه بغير لسانه العربي ، ويوشك لو كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كلمهم بغيرها ، أن يعتني الناس بنقل ذلك .
ثم إذا كان لا بد أن يجتمعوا على لسان واحد ، يخاطبهم به جميعا ، فلسانه العربي المبين أولى الألسن بذلك ، لأنه الذي يتكلم به ، وبه نزل كتابه ، مع ما تقرر من فضل العربية على سائر اللغات الأخرى ، ويكفي أنها لغة خاتم الرسالات، وأعظم الكتب .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (161844).
وأما إمامة النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء في المسجد الأقصى في هذه الليلة المباركة ؛ فكذلك كانت صلاته بالعربية ، إن شاء الله ، لما ذكرناه ، ولأن القرآن أنزل بالعربية ؛ فقد قال الله تَعَالَى : إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا الزخرف/3 ، وَقَالَ تَعَالَى : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا يوسف/2 ، وقال تعالى : قُرآنًا عَرَبيًّا يوسف/ 2 ، وقال تعالى : بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين الشعراء/ 195.
ولأن القرآن معجزة ؛ لفظه ، ومعناه ، فإذا غُير ، خرج عن نظمه ، فلم يكن قرآنا ، ولا مثله ، وإنما يكون تفسيرًا له ، ولو كان تفسيره مثله لما عجزوا عنه ، ولما تحداهم بالإتيان بسورة من مثله .
ولذلك ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب قراءة القرآن بالعربية في الصلاة ، وأن القراءة لا تصح إلا بالعربية .
قال النووي في "المجموع" (3/ 379) : " مذهبنا: أنه لا يجوز قراءة القرآن بغير لسان العرب ؛ سواء أمكنه العربية أو عجز عنها وسواء كان في الصلاة أو غيرها ، فإن أتى بترجمته في صلاة بدلا عن القراءة ، لم تصح صلاته سواء أحسن القراءة أم لا ؛ هذا مذهبنا وبه قال جماهير العلماء منهم مالك وأحمد وداود " انتهى.
بل أبو حنيفة أيضا : كان يقول أولا بصحة قراءة القادر على العربية ، في الصلاة ، بغيرها ، ثم رجع إلى قول صاحبيه، واشترط لصحة صلاته : أن يكون عاجزا عن العربية .
قال المرغيناني في "الهداية في شرح بداية المبتدي" (1/ 49) : "ويروى رجوعه في أصل المسألة إلى قولهما وعليه الاعتماد " انتهى.
وأكد صحة رجوعه ابن عابدين في "حاشية ابن عابدين" (1 /484) .
لذلك قال الزرقاني في "مناهل العرفان" (2/ 163) " أجمع الأئمة على أنه لا تجوز قراءة القرآن بغير العربية خارج الصلاة ، ويمنع فاعل ذلك أشد المنع ؛ لأن قراءته بغيرها من قبيل التصرف في قراءة القرآن بما يخرجه عن إعجازه بل بما يوجب الركاكة . وأما القراءة في الصلاة بغير العربية فتحرم إجماعًا للمعنى المتقدم " انتهى .
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة