0 / 0

ما صحة حديث : ( فَاقْتُلُوا الْمُعِينَة مِنَ الْكِلَابِ ؛ فَإِنَّهَا الْمَلْعُونَةُ مِنَ الْجِنِّ )؟

السؤال: 334876

في حديث ابن عباس: ( لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتل كل أسود بهيم، فاقتلوا المعينة من الكلاب فإنها الملعونة من الجن)الحديث أخرجه الهيثمى فى "مجمع الزوائد" (4/43)، أريد معنى كلمة: "المعينة"، وشرح الحديث.

الجواب

أولا:

حديث : لولا أن الكلاب أمة من الأمم 

جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ ، لَأَمَرْتُ بِقَتْلِ كُلِّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ ، فَاقْتُلُوا الْمُعِينَة مِنَ الْكِلَابِ ؛ فَإِنَّهَا الْمَلْعُونَةُ مِنَ الْجِنِّ .

أخرج هذا الحديث باللفظ المذكور: أبو يعلى في "معجمه"(ص: 183)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/349)، وفي "المعجم الأوسط"(3/136) وقال: " لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عُمَارَةَ إِلَّا عَبْدُ الْمَلِكِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ".

كما رواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (12/175).

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/43) وقال: " رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، والأوسط، وإسناده حسن" انتهى.

والذي يظهر: أن الحديث بهذا اللفظ ؛ ضعيف ؛ لأن مداره على عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بن أبى بكرة الثقفى البصرى، وهو مجهول الحال. 

قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (6/393): " قال ابن القطان: حاله مجهولة " انتهى. 

ولذلك ضعفه الألباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة" (13/132)، وذكر بأن قول الهيثمي إسناده حسن ليس حسنًا!

هذا وقد صح الحديث بلفظ آخر ، وهو : لَوْلاَ أَنَّ الكِلاَبَ أمَّةٌ مِنَ الأمَمِ لأمَرْتُ بِقَتْلِهَا فَاقْتُلُوا كُلَّ أسْوَدَ بَهِيمٍ رواه الترمذي(1486)، وصححه، وأبو داود(2845)، والنسائي(4280)، وابن ماجه (3205)، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

ثانيًا:

معنى : فاقتلوا المعينة من الكلاب فإنها المعلونة من الجن

أما معنى قوله:  فَاقْتُلُوا الْمُعِينَة مِنَ الْكِلَابِ ؛ فَإِنَّهَا الْمَلْعُونَةُ مِنَ الْجِنِّ ؛ فقد جاء في "النهاية" لابن الأثير(3/333):

العِين: جَمْعُ عَيْنَاء، وَهِيَ الواسِعة العَيْن.

والرَّجُل أَعْيَن. وَأَصْلُ جَمْعِها بِضَمِّ الْعَيْنِ، فكُسِرَتْ لِأَجْلِ الْيَاءِ، كأبْيَض وبِيض.

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: " أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقَتْل الكِلاب العِين" هِيَ جَمْعُ أَعْيَن. انتهى.

وبناء على هذا، يكون معنى العينة: صاحبة العين الواسعة.

كما جاء في "النهاية" لابن الأثير (1/453) : " وَقَالَ ابْنُ المُسَيّب : الحِنّ الْكِلَابُ السُّود المُعِينة " انتهى.

وجاء في "التعليق على الموطأ وتفسير لغاته"، للوقشي (2/372): " قَال عَلِيُّ بنُ أَبي طَالِبٍ: "الحِنُّ: الكِلابُ المَعيّنة، قَال القُتَبِيُّ: المُعينةُ: هِيَ التِي يُرى فوق عَينَيهَا كالعُيُوْنِ، وأَكْثَرُ مَا يَكُوْنُ ذلِكَ في السُّوْدِ.

وَقَال ابنُ عَبَّاسٍ: الجِنُّ السَّوْدُ مِنَ الكِلابِ. والحِنُّ -بِحَاءٍ مِهْمَلَة – البُقْعُ مِنْهَا.

وقِيلَ: الحِنُّ: سَفَلَةُ الجِنِّ، ذَكَرَهُ المُطَرِّز. قَال الخَلِيلُ : الحِنُّ: حَيٌّ مِنَ الجِنِّ، يُقَالُ: مِنْهُم الكِلابُ السُّوْدُ البُهْمُ، يُقَالُ: كَلْبٌ حِنِّيٌّ" انتهى.

وقال ابن منظور في "لسان العرب"(13/132): " قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعينة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الكِلابُ مِنَ الحِنِّ، وَهِيَ ضَعَفَةُ الجِنِّ، فَإِذَا غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُسًا" انتهى.

وينظر: "المجموع المغيث" لأبي موسى المديني (1/514).

وقوله: ( فإن لهن أنفسا ): يدل على أن المراد بـ( المُعِينة ): التي تصيب الناس بعينها، على وجه الحسد . قال الفتني، رحمه الله: "جمع نفس؛ أي أنها: تصيب بأعينها." انتهى من "مجمع بحار الأنوار"(1/596).

ولم يثبت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد أصحابه.

وعلى كلٍ: فالحديث ضعيف؛ لا يحتج به. وقد سبق الكلام عن حكم قتل الكلاب في جواب سؤال: (حكم قتل الكلب الأسود البهيم)، وانظر أيضاً جواب السؤال رقم: (171806).  

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android