تنزيل
0 / 0

هل يُعدّ قولها : ” شعرك كالرعدة ” استهزاء بالدين ؟!

السؤال: 202455

مرة كان شعري هائجا جدا ، لأني لم أمشطه لمدة طويلة ، وبقيت
أختي ورائي تصففه لي ، وأنا أضحك، ثم قالت: إنه كالرعدة ، لحجمه
الكبير وغزارته ، وبقيت أضحك ، لكني خفت في نفس الوقت أن يكون
استهزاءً بالدين ، لأني قرأت مرة أنّ الرعد ملاك ؛ فما حكم هذا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
روى الترمذي (3117) وحسنه ، وأحمد (2483) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا القَاسِمِ،
أَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: (مَلَكٌ مِنَ
المَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ
نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ)
فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ:
(زَجْره بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى
حَيْثُ أُمِرَ) قَالُوا: صَدَقْتَ.
وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
ورواه الطبري وغيره عن ابن عباس من قوله ، وعن مجاهد وعكرمة
وأبي صالح وشهر بن حوشب .
انظر : “تفسير الطبري” (1/ 338-341) ، “الأدب المفرد” (722) ،
“الدر المنثور” (4/ 620-623)
وقال ابن عبد البر رحمه الله :
” جمهور أهل العلم مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ
يَقُولُونَ : الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ ” انتهى من
“الاستذكار” (8/ 588)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَقْوَالٌ لَا تُخَالِفُ
ذَلِكَ. كَقَوْلِ مَنْ يَقُولُ: إنَّهُ اصْطِكَاكُ أَجْرَامِ
السَّحَابِ بِسَبَبِ انْضِغَاطِ الْهَوَاءِ فِيهِ ، فَإِنَّ
هَذَا لَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ الرَّعْدَ مَصْدَرُ
رَعَدَ يَرْعَدُ رَعْدًا، وَكَذَلِكَ : الرَّاعِدُ يُسَمَّى
رَعْدًا، كَمَا يُسَمَّى الْعَادِلُ عَدْلًا. وَالْحَرَكَةُ
تُوجِبُ الصَّوْتَ ، وَالْمَلَائِكَةُ هِيَ الَّتِي تُحَرِّكُ
السَّحَابَ وَتَنْقُلُهُ مِنْ مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ ، وَكُلُّ
حَرَكَةٍ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ فَهِيَ
عَنْ الْمَلَائِكَةِ .
فَالرَّعْدُ إذًا : صَوْتٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ ، وَكَذَلِكَ
الْبَرْقُ قَدْ قِيلَ: لَمَعَانُ الْمَاءِ أَوْ لَمَعَانُ
النَّارِ ، وَكَوْنُهُ لَمَعَانَ النَّارِ أَوْ الْمَاءِ ، لَا
يُنَافِي أَنْ يَكُونَ اللَّامِعُ مِخْرَاقًا بِيَدِ الْمَلَكِ
، فَإِنَّ النَّارَ الَّتِي تَلْمَعُ بِيَدِ الْمَلَكِ
كَالْمِخْرَاقِ ، مِثْلَ مُزْجِي الْمَطَرِ. وَالْمَلَكُ
يُزْجِي السَّحَابَ كَمَا يُزْجِي السَّائِقُ لِلْمَطِيِّ ”
انتهى من “مجموع الفتاوى” (24/ 263-264)
ثانيا :
قول أختك أن شعرك كالرعدة لوفرته وكثرته ليس من الاستهزاء
بالدين في شيء ، ولكنه من التشبيه ، حيث شبهت الشعر الكثيف
المنتشر بالرعد الذي ينتشر صوته في أفق السماء .
وقائل هذا لا يعني بالرعد : الملك الموكل بذلك ، بل يعني به :
الصوت الذي نسمعه ، وكلاهما يسمى رعدا ، من غير تعارض ، كما مر
في كلام شيخ الإسلام ؛ فإذا قدر أن هذا الكلام كان على وجه
المزاح والسخرية ، فلا علاقة لذلك بالملك أصلا ، إنما السخرية
من الشعر ، والحديث أيضا عن الصوت الذي نسمعه ، لا يرد على
البال شيء من أمر الملك أصلا .

والواجب الحذر من
الاسترسال مع الوساوس التي يلقيها الشيطان في نفس ابن آدم ،
ليُهمه ويحزنه ويشككه في اعتقاده ويتهمه في دينه .

وقد تقدم في جواب
السؤال رقم : (163627) أن
القول أو الفعل إذا لم يدل على الاستخفاف والانتقاص والتهكّم ،
فلا يكون من الاستهزاء بالدين .

وينظر للفائدة جواب
السؤال رقم : (111473) ،
(153656) ، (195085)
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android