0 / 0

تخشى من تأخر الزواج وتحزن كلما تزوجت إحدى صديقاتها

السؤال: 218146

دائما أري لي صديقات تزوجن ومنهم من تخطب فأحزن وأشعر أن سن الزواج سيتأخر بي ، وبما أني لا يراني أحد ؛ لأني في المنزل أشعر بأني لن أتزوج ، ومن أين سيأتي الزوج وأنا في المنزل لا أنزل ولا يراني أحد ولا اعمل ، وأنه إذا قطعت علاقاتي بالأولاد فمن أين سيأتي الشخص الذي سيتزوجني ؟ بماذا تنصحوني ؟ وما الإجراءات الصحيحة الواجب اتباعها بهذا الصدد ؟ ودائما لدي فكر : أنه يجب معرفة الشخص جيدًا قبل الزواج به وأخذ فتره في محادثته لمعرفته حتى لا يكون فيما بعد سيء أو هكذا فهل هذا صحيح ؟ أم لابد من الزواج على طول ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
إذا تأمل المسلم قوله تعالى : ( نحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ) الزخرف/32 .

علم أن انقسام الناس إلى غني وفقير ، وقوي وضعيف ، وصحيح ومريض ، ومتزوج وغير متزوج ، ومن رزق أولاداً ولم يرزق أولاداً … إلخ .

علم أن هذه القسمة من الله تعالى ، ليست من البشر ، وحينئذ يرتاح قلبه ولا يقع في قلبه شيء من الحسد لمن رزقه الله بنعمة ، ولا يقع في قلبه شيء من الهم والحزن ؛ لأنه لم يتنعم كما تنعم فلان من الناس ، لأنه يعلم أن كل ذلك بأمر الله تعالى ومشيئته ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .

وإذا علم المسلم ذلك فلا يصيبه الهم بشأن المستقبل ، بل يعلم أن المطلوب منه هو أن يستقيم على أمر الله ، وأن يعيش حياته كلها لله ومع الله ، ثم بعد ذلك يقسم الله له من الأرزاق ما يشاء ، وسوف يرزقه الله تعالى الرضا والقناعة بما رزقه .
ورزق الإنسان محدد له ، وسوف يأتيه الرزق الذي حدده الله له بلا زيادة ولا نقصان ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَقْصَى رِزْقَهَا وأجَلَهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ) صححه الألباني في ” سلسلة الأحاديث الصحيحة ” (6/865) .
أي : أن رزق الإنسان سيأتيه ولا بد ، والمطلوب من الإنسان هو أن يتقي الله وأن يستقيم على أمره ، وأن يجمل في طلب الرزق ، أي : يقتصد في طلب الرزق فلا يطلبه إلا من الحلال ؛ لأنه مهما فعل فلن يأخذ شيئا لم يكتبه الله له .

فليس خروجك من البيت ولا علاقاتك بالشباب ولا… ولا ….
ليس شيء من ذلك ولا كل ذلك ، هو الذي سيأتيك برزق الزواج ، ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ) . فلا تنشغلي بهموم المستقبل التي يلقيها الشيطان في قلبك ليصدك عن طريق الله ، وانشغلي بما أراده الله منك في هذه اللحظة الراهنة ، واستقيمي على أمر الله ، وسيأتيك ما قدر لك من الرزق لا محالة .

ثانيا :
أما معرفة الشخص ومحادثته مدة قبل الزواج من أجل التعرف عليه فالواقع يقول : إن هذه المعرفة قبل الزواج لا فائدة منها ، ولا تضمن للزواج أن يكون ناجحا ، وانظري لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : ( 84102 ) ، وفيه أن أكثر الزيجات المبنية على معرفة سابقة وقصص حب وغرام هي زيجات فاشلة وتنتهي بالطلاق .
بل هذه المعرفة في غاية الخطورة على الفتاة ؛ لأن الشاب قد يكون كاذبا مخادعا فيأخذ منها كل ما يريد ، وتخسر هي كل شيء ، ولا تأخذ شيئا ، وكل فتاة تقول لنفسها : إني لست كغيري ، والشاب الذي أحبه وأخرج معه ليس كغيره من الشباب ، وبهذه الخدعة يخدعها الشيطان حتى تقع في شباكه وقد خسرت كل شيء ، ويتبين لها في النهاية أنها كغيرها من الفتيات .
وانظري لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (84089) .

فيكفي للتعرف على الشخص السؤال عن دينه وأخلاقه والأسرة التي تربى فيها ومعها ، وقد يكون المستوى التعليمي والاجتماعي هاما في بعض المجتمعات بحيث لا يمكن التغاضي عنه ، ثم فترة خطوبة قصيرة ثم بعد ذلك العقد ، واعلمي أن المعرفة الحقيقية لأخلاق الزوجين لن تكون إلا بعد الدخول حينما يظلهما سقف واحد ، أما قبل ذلك … في فترة الخطوبة والعقد ، فكل منهما يظهر حسن ما عنده ، ولا يظهر سوءا ، وكل منهما يتكلف لإرضاء الطرف الآخر ، ثم تظهر الحقيقة بعد الدخول ، فيعود الإنسان إلى طبيعته ويبتعد عن التصنع والتكلف .
فمهما طالت تلك المدة التي قبل الزواج فلن تكون كافية ولا معبرة تعبيرا حقيقيا عن نجاح الزواج أو فشله .

نسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك ، ويوفقك لما يحب ويرضى .

والله اعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android