تنزيل
0 / 0

ينفخ إسرافيل في الصور نفخة البعث ، فيكون نبينا صلى الله عليه وسلم أول من يبعث

السؤال: 221967

سمعت في إحدى المحاضرات أن إسرافيل سينفخ في الصور ثلاث مرات ، الأولى نفخة الفزع والثانية نفخة الموت ، فيموت الجميع بمن فيهم إسرافيل نفسه ، والثالثة نفخة البعث ، وسمعت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم سيكون أول من يُبعث ، لكن أليس من المنطقي أن يُبعث الملك ( إسرافيل ) أولاً لكي ينفخ النفخة الثالثة ؟ أم المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم سيكون أول الخلق بعثاً دون تدخل من إسرافيل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
قال تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي
الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ
قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) الزمر/ 68 .

اختلف أهل العلم في النفخ في
الصور ، هل هو نفختان ، أم ثلاث ؟ والراجح أنهما نفختان ، كما تدل عليه الآية
السابقة .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله
:
” الصور قرن عظيم ، ينفخ فيه إسرافيل النفخة الأولى للموت والفزع ، والنفخة الثانية
للبعث والنشور . هاتان النفختان جاء بهما القرآن الكريم . إحداهما يقال لها : نفخة
الصعق ، ويقال لها : نفخة الفزع ، وبها يموت الناس ، والثانية نفخة البعث ، وقال
جماعة من العلماء : إنها ثلاث : نفخة الفزع ، وقد يفزع الناس فقط ، ثم تأتي بعدها
نفخة الموت ، ثم نفخة البعث والنشور . والمحفوظ نفختان فقط ، كما دل عليهما كتاب
الله العظيم ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (4/ 327) .

فإذا أذن الله تعالى بموت
الأحياء أمر ملك الصور أن ينفخ فيه ؛ فينفخ نفخة عظيمة تفزع جميع الخلائق فيصعقون
منها ويهلكون ، ثم يمكثون على ذلك مدة ، الله أعلم بمقدارها ، فتتحلل أجسادهم في
هذه المدة ولا يبقى منها إلا عجب الذنب ، وهو العظم المستدير الذي في أصل الظهر ،
ثم يرسل الله سحابا فتمطر مطرا فإذا أصاب الماء هذا العظم نبت منه الجسم كما ينبت
النبات ويتركب الخلق من هذا العظم ، ثم ينفخ في الصور نفخة البعث فتعود الأرواح إلى
الأجساد ، فيخرجون من القبور سراعا إلى أرض المحشر .
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (49009)
.

ثانيا :
روى البخاري (3398) – واللفظ له – ومسلم (2374) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( النَّاسُ
يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا أَنَا
بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِي أَفَاقَ
قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ ) .
وروى البخاري (2411) ، ومسلم (2373) – واللفظ له – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله
عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ
أَنْبِيَاءِ اللهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ، قَالَ : ثُمَّ
يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِث َ، أَوْ فِي أَوَّلِ مَنْ
بُعِثَ ، فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ آخِذٌ بِالْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي
أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّور ِ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي ) .
وفي رواية للبخاري (2412) : ( النَّاس يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَأَكُونُ
أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ … ) .

وقد ذهب بعض أهل العلم أن
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن موسى عليه السلام : ( فَلَا أَدْرِي
أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ ) ، يَحْتَمِلُ أَنَّهُ قَالَهُ
قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ .
انظر : ” شرح النووي على مسلم ” (15/131) .

وروى أبو داود (4673) عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ
عَنْهُ الْأَرْضُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ) ، وصححه الألباني في ”
صحيح سنن أبي داود ” .

وروى البخاري (4439) عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنِّي أَوَّلُ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ بَعْدَ النَّفْخَةِ
الْآخِرَةِ ) .

وقال علماء اللجنة الدائمة
للإفتاء :
” أول من تنشق عنه الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أول من يفيق من الصعق ”
انتهى من ” فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى ” (3/458) .

يستفاد من هذه الأحاديث : أن
النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يبعث وتنشق عنه الأرض يوم القيامة من بني آدم ،
وأن إسرافيل عليه السلام يكون حيا حينما يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ويقوم من
قبره ؛ لأنه ينفخ في الصور ، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم أول من يبعث من أهل
الأرض بعد النفخ في الصور .

وحينئذ يكون أمامنا أحد
الاحتمالين :
الأول : أن يكون الذي قاله السائل صحيحًا ، وهو أن إسرافيل عليه السلام سيبعث قبل
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، من أجل أن ينفخ في الصور نفخة البعث ، ثم بعد هذه
النفخة يكون نبينا صلى الله عليه وسلم أول من يبعث . وهذا أحد القولين للعلماء .

قال ابن كثير رحمه الله :
” نَفْخَةُ الصَّعْقِ ، هِيَ الَّتِي يموت بها الأحياء من أهل السموات وَالْأَرْضِ
، إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَقْبِضُ الله أَرْوَاحَ الْبَاقِينَ ، حَتَّى
يَكُونَ آخِرُ مَنْ يَمُوتُ مَلَكَ الْمَوْتِ ، وَيَنْفَرِدُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
الَّذِي كَانَ أَوَّلًا وَهُوَ الْبَاقِي آخِرًا بِالدَّيْمُومَةِ وَالْبَقَاءِ ،
ثُمَّ يُحْيِي أَوَّلَ مَنْ يُحْيِي إِسْرَافِيلَ ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ يُنْفَخَ فِي
الصُّورِ أُخْرَى ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْبَعْثِ ، قَالَ
تَعَالَى : ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) ”
انتهى بتصرف يسير من ” تفسير ابن كثير” (7/116) .
وقد ورد ذلك في حديث طويل معروف عند العلماء بـ ( حديث الصور ) غير أنه حديث ضعيف ،
ضعفه البيهقي في ” شعب الإيمان ” (347) ، وضعفه ابن كثير في تفسيره عند الآية 73 من
سورة الأنعام .

والاحتمال الثاني : أن
إسرافيل عليه السلام ممن استثناهم الله تعالى من الموت ، قال الله تعالى : (
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا
مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ )
الزمر/ 68 . انظر ” تفسير ابن جرير ” (21/330) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android