0 / 0
63,54304/07/2012

كيف نادى الله تعالى موسى عليه السلام لما كلمه بالواد المقدس طوى ؟

السؤال: 179742

قال تعالى : ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى. إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى.
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى . إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) .
طه /11،14 .
قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النمل / 8 ، 9 .
قال تعالى : (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) القصص /30 .
ما الذي قاله الله ؟ كيف نادى موسى ؟ بأي تعبير من هذه التعابير ؟ هل الله نادى موسى ثلاث مرات أم إن القصة تكررت 3 مرات ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
سبق أن بَيّنا أن تكرار ذكر القصة الواحدة في كثير من السور من سمات القصص القرآني ، وفي كل مرة يتنوع السياق ، ويتعدد الأسلوب ، وترد القصة بعبارات جديدة ، تفتح آفاقا للمعاني والفوائد ، وأنماطا متنوعة من أساليب البلاغة والبيان ، وينظر جواب السؤال رقم :
(140060) .
ومن أعظم الحِكم في ذلك تأكيد التحدي لكفار العرب ذوي الفصاحة والبلاغة .
قال أبو بكر الباقلاني رحمه الله :
” إعادة ذكر القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدي معنى واحداً من الأمر الصعب ، الذي تظهر به الفصاحة ، وتتبين به البلاغة ، وأعيد كثير من القصص في مواضع كثيرة مختلفة ، على ترتيبات متفاوتة ، ونبهوا بذلك على عجزهم عن الإتيان بمثله مبتدأ به ومكرراً .
ولو كان فيهم تمكّن من المعارضة لقصدوا تلك القصة وعبروا عنها بألفاظ لهم تؤدى تلك المعاني ونحوها ، وجعلوها بإزاء ما جاء به ، وتوصلوا بذلك إلى تكذيبه ، وإلى مساواته فيما حكى وجاء به ” انتهى من “إعجاز القرآن” (ص: 61-62) .
ثانيا :
هذه القصة لم تتكرر وإنما حصلت مرة واحدة ، وذلك لما أتى موسى عليه السلام النار التي آنس من جانب الطور مرجعَه من مدين ، فلما أتاها ناداه ربه .
والله عز وجل يقول في سورة النمل : ( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) النمل/ 8، 9
ويقول في سورة طه : ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى* وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) طه/ 11 ، 14 .
ويقول في سورة القصص : ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [القصص/ 30 .

لكن يذكر في سياق أو في سورة ما لم يذكر في السياق الآخر ، وهذا من بدائع التكرار في القرآن الكريم ، والتي أشرنا إلى بعضها ، ويعبر عن الموقف بأكثر من بيان ؛ وقد أوحى الله إلى عبده موسى عليه السلام ، كل ما أخبرنا أنه ناداه وكلمه به .
قال الرازي رحمه الله :
” قال في سورة النمل ( نُودِىَ أَنا بُورِكَ مَن فِى النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ) وقال في القصص ( يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) وقال في طه ( إِنِّى أَنَا رَبُّكَ ) ولا منافاة بين هذه الأشياء ؛ فهو تعالى ذكر الكل ، إلا أنه حكى في كل سورة بعض ما اشتمل عليه ذلك النداء ” انتهى من “تفسير الفخر الرازي” (ص 3491) .
وراجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (82856) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android